للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفيد الإنسان في الدنيا، لكنه لا يفيده في الآخرة. لابد أن يكون التفكر هذا منتجًا هذا القول والإقرار: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا}.

١٤ - أنه إذا أثنى على المتفكرين في الخلق، فالمتفكرون في الشرع من باب أولى؛ لأن الشرع ليس أمرًا محسوسًا، فالتفكر فيه أبلغ في الإيمان من التفكر في الخلق. الخلق أمر محسوس كل إنسان يدركه، لكن حِكم وأسرار الشرائع ليس لكل أحد أن يدركها.

١٥ - التوسل إلى الله تعالى بالربوبية حال الدعاء، وأكثر ما يكون التوسل به من أسماء الله بالدعاء هو الربوبية؛ لأن الربوبية بها الخلق والملك والتدبير، فلهذا نجد أن أكثر ما يدعى به الربوبية؛ اسم الربوبية، أو وصف الربوبية.

١٦ - انتفاء الباطل في خلق الله نفيًا مطلقًا، وذلك من قوله: {مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا}، وإذا انتفى الباطل نفيًا مطلقًا ثبت الحق كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الدخان: ٣٨ - ٣٩].

١٧ - إثبات ما أثبته أهل السنة من أن من صفات الله ما هو منفي أو ما هو سلبي؛ لقوله: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا}.

والقاعدة عند أهل السنة: "أن الصفات المنفية لا يراد بها مجرد النفي وإنما يراد بها النفي مع إثبات كمال الضد"؛ لأنه لثبوت كمال الضد انتفى هذا الوصف.

١٨ - الإقرار من هؤلاء العقلاء بأن الله هو الخالق: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} وهو من تقرير توحيد الربوبية.

<<  <  ج: ص:  >  >>