١٩ - إثبات الحكمة في أفعال الله؛ لقوله:{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا}؛ لأنه لو خلقها باطلًا لانتفت الحكمة، فإذا انتفى الباطل ثبتت الحكمة، وهذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة من أن أفعال الله وشرائعه كلها لحكمة ليس فيها شيء عبث إطلاقًا، وما خفيت علينا حكمته فهو لقصور أفهامنا وليس لانتفاء الحكمة فيه؛ لأن الله قال:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء: ٨٥]. ونحن نؤمن بأن الله عزّ وجل لا يحكم بشيء حكمًا كونيًا ولا قدريًا إلا لحكمة.
٢٠ - تنزيه الله عزّ وجل عن كل عيب ونقص، مأخوذ من قوله:{سُبْحَانَكَ}. والذي ينزَّه الله عنه شيئان:"النقص"، "ومماثلة المخلوقات"، حتى فيما هو كمال في المخلوقين، فإن الله منزه عن مماثلتهم، قال الله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١]، وقال تعالى:{وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}[ق: ٣٨] فكل نقص قد تعالى الله عنه.
٢١ - أن صفوة الخلق محتاجون إلى الدعاء للوقاية من النار؛ لقولهم:{سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
٢٢ - إثبات التوسل في الدعاء بصفات الله من قوله:{فَقِنَا} لأنهم بنوا {فَقِنَا} على قولهم: {سُبْحَانَكَ فَقِنَا} يعني: أننا نتوسل إلى الله عزّ وجل بتنزُّهه عن النقص أن يقينا عذاب النار؛ لأننا مؤمنون؛ لقوله:{يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ويقرون بأنها خلقت بالحق وللحق، وينزهون الله عزّ وجل عن كل نقص وعيب.
وينبني على ذلك أنهم جعلوا ذلك وسيلة لوقاية الله تعالى