للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث أبي بكرة: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" (١).

وهم طلبوا من الله تكفير الكبائر والصغائر؛ لأن الكبائر لا تكفَّر، وإنما تحتاج إلى مغفرة من الله عزّ وجل، إما مجرد فضل منه سبحانه وتعالى، وإما بعمل أسباب كالاستغفار والتوبة حتى ترفع حكم هذه الكبائر.

{وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}:

"توفنا" يعني "اقبضنا إليك" "والتوفية" بمعنى "القبض"، ومنه قولهم: تَوَفَّى فلان حقّه أي قبضه وافيًا.

وقولهم: {مَعَ الْأَبْرَار} المعية هنا ليست معية زمنية لتعذر اجتماع وفاة الأبرار في آنٍ واحد، لكنها معية حكمية ومصاحبة حكمية. يعني: أن نكون معهم، أي: في جملتهم ولو كنا بعدهم.

و(الأبرار) جمع بَرْ؛ والبَرُّ هو: كثير الخيرات، قال الله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور: ٢٨]، وأهل الحق والأعمال الصالحة لا شك أنهم مكثرون لفعل الخيرات، وعليه فإنهم أبرار.

فإن قال قائل: هل في هذا الدعاء جواز الدعاء بالموت؟

الجواب: ليس كذلك، فمعلوم أن الله سبحانه وتعالى لن يتوفاهم إلا إذا جاء أجلهم، وليس فيها أنهم يتمنون تقديم الوفاة،


(١) رواه البخاري، كتاب الشهادات، باب ما قيل في شهادة الزور، رقم (٢٦٥٤). ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب الكبائر وأكبرها، رقم (٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>