فحججت، فإن هذا لا يبطل العمل؛ لأنهم قالوا:{أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا}.
٧ - جواز التوسل في الدعاء بالأعمال الصالحة؛ لقولهم:{فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} عطفًا على قولهم: {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا} والتوسل بالأعمال الصالحة مما ثبت بالسنة أيضًا.
ففي قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار بصخرة عظيمة لم يستطيعوا زحزحتها فقال بعضهم لبعض: إنه لا ينجيكم من ذلك إلا أن تتوسلوا إلى الله بصالح أعمالكم؛ فتوسل كل منهم بصالح عمله، فلما دعا الأول وتوسل بصالح عمله انفرجت الصخرة قليلًا، ثم الثاني قليلًا لكن لا يستطيعون الخروج، ثم الثالث انفرجت كلها فخرجوا يمشون.
هنا يحسن أن نذكر أنواع التوسل:
التوسل ينقسم إلى قسمين: ممنوع، وجائز.
فالممنوع: ما لم يرد به الشرع.
والجائز: ما ورد به الشرع، هذا هو الضابط.
فما لم يرد به الشرع من أنواع التوسل فهو ممنوع، مثل التوسل بجاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول أحدهم: أتوسل إليك بجاه نبيك، فالتوسل هنا غير مشروع فيكون ممنوعًا؛ لأن التوسل "جعل الشيء وسيلة" وكون الشيء وسيلة لا يثبت إلا بدليل من الشرع، وجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس سببًا لقبول دعائنا؛ لأن جاهه عليه الصلاة والسلام مما يختص هو نفسه بفضله، أما نحن فليس لنا تعلق فيه.