للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول: التوسل بأسماء الله، أن تقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى، ودليله حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - في دعاء الكرب والغم: "أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي .. إلخ" (١). فهذا توسل بأسماء الله: "بكل اسم هو لك".

الثاني: التوسل بصفات الله عزّ وجل، ومن ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي" (٢). فقوله: "بعلمك الغيب" هذا توسل لله بصفته، ومن ذلك: (اللهم برحمتك أستغيث) (٣)، فإن هذا ليس استغاثة بالرحمة ولكن استغاثة بالله لصفته وهي الرحمة، فإن الرحيم يغيث.

الثالث: التوسل إلى الله بأفعاله وإن كان من الصفات، لكن هو صفة ليست أزلية أبدية، ومنه قولنا في التشهد: "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" (٤).


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده، رقم (٣٧٠٤، ٤٣٠٦).
(٢) رواه النسائي، كتاب السهو، رقم (١٣٠٥). ورواه أحمد في مسنده، رقم (١٧٨٦١).
(٣) رواه الترمذي، كتاب الدعوات، رقم (٣٥٢٤).
(٤) رواه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا. . .}، رقم (٣٣٧٠). ورواه مسلم، كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، رقم (٤٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>