للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} و (اهدنا السراط المستقيم)، كلاهما قراءتان سبعيتان. إذن نأخذ من هذه الآية جواز التوسل بالإيمان، واستطردنا بذكر أقسام التوسل.

وهنا مسألة: هل شرك المشركين بآلهتهم من باب التوسل الممنوع أم ماذا؟

الجواب: ليس من التوسل، بل هو عبادة؛ لأنهم يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: ٣]، فهم يقصدون العبادة، يدعون هذه الأصنام ويركعون لها ويسجدون لها، وينذرون لها ويذبحون لها، فهذا ليس من باب التوسل، بل من باب القصد والغاية أن هذه الأصنام تعبد.

٨ - أن كل أحد محتاج لمغفرة الذنوب؛ لقوله: {فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}. فلا تغرنك كثرة الطاعات، فالإنسان كلما كثرت طاعاته ينبغي أن يكون أخوف على نفسه من أن تُرد هذه الطاعات ويذهب عمله سدىً.

٩ - التفريق بين المعاصي؛ بعضها ذنوب، وبعضها سيئات، وهو كقولنا: إنها تنقسم إلى كبائر وصغائر، والكبائر والصغائر تختلف في ذاتها وتختلف فيما بينها، فالكبائر منها كبرى، ومنها صغرى. والصغائر منها ما يقرب من الكبائر، ومنها ما هو دون ذلك.

١٠ - جواز سؤال الموت على طريق أهل الخير؛ لقولهم: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}، وقد ذكرنا فيما سبق أن هذا ليس من باب الدعاء بالموت العاجل، وإنما من باب الدعاء بالموت على صفة مطلوبة، وهي أن يموت على ما مات عليه الأبرار، وذكرنا لهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>