للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: ٨٨].

وقوله: {وَالْمَلَائِكَةُ}:

معطوفة على اسم الجلالة {اللَّهُ}؛ يعني: وشهدت الملائكة أنه لا إله إلا الله.

وقوله: {وَأُولُو الْعِلْمِ}:

أصحاب العلم الذين رزقهم الله سبحانه وتعالى العلم، يشهدون أيضًا أنه لا إله إلا الله. والمراد بالعلم: العلم بالله عزّ وجل.

وقوله تعالى: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ}:

{قَائِمًا}: حال من لفظ الجلالة، يعني: حال كونه قائمًا بالقسط، أي بالعدل. وذلك في أحكامه التكليفية، وأحكامه القضائية والجزائية، فليس فيها جور، وتتضمن الفضل والعفو والإحسان. ولهذا قال الله عزّ وجل: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦]، وقال الله عزّ وجل: {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [الأنعام: ١٥٢]، هذا أمر زائد على العدل. ومن ذلك أنه يجزي الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة بمثلها أو يعفو، إلا من كان كافرًا فليس أهلًا للعفو، فلا يعفى عنه.

والله سبحانه وتعالى يقتص للمظلوم من الظالم، إما بإجابة دعوة المظلوم إن دعا على ظالمه في الدنيا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل، وقد بعثه إلى اليمن: "إياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله

<<  <  ج: ص:  >  >>