للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}:

أي صغائر ذنوبهم، ويجوز أن يراد بالسيئات هنا ما هو أعم؛ لأنها لم تقرن بالذنوب حتى نقول: كل واحدة لها معنى، وهذا له نظائر كثيرة؛ تجد بعض الكلمات يكون لها معنى وحدها ولها معنى إذا اقترنت بغيرها.

{وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ} الجملة أيضًا فيها تأكيد باللام، والقسم، والنون، وهي معطوفة على قوله: {لَأُكَفِّرَنَّ} فمحلها الرفع على أنها خبر المبتدأ كالأولى.

{وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}:

{جَنَّاتٍ} بالجمع، وأحيانًا يقال: بالإفراد، فإذا كانت بالإفراد فالمراد بها مطلق الجنس، وإذا قيلت بالجمع فالمراد بها أنواع الجنات، وفي القرآن في سورة الرحمن أن أنواع الجنات أربع، وربما يكون هناك أنواع أخرى لا نعلم بها. المهم أن الجمع باعتبار الأنواع، والإفراد باعتبار الجنس. فما هذه الجنات؟ ! .

أصل الجنة البستان الكثير الأشجار، وسُمِّيَ بذلك لأنه يجنّ مَنْ فيه؛ أي يستره، والمادة هذه "ج ن ن" كلها دالة على الستر والخفاء، ومنه الْجُنَّة للمقاتل يأخذها يستتر بها عن السهام، ومنها الجَنَان يعني القلب لاختفائه، ومنه الجِنَّة أي: (الجن) لاستتارهم.

يقول عزّ وجل: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}:

الجريان معروف، والأنهار جمع نهر، وجمعت لأنها أربعة أنواع مذكورة في سورة محمد: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>