للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجوابه جملة {فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}. وارتبطت جملة الجواب بالفاء لأنها جملة اسمية، كما قيل:

اسمية طلبية وبجامد ... وبما ولن وبقد وبالتنفيس

والكفر بآيات الله يدور على أمرين: الجحد والتكذيب، والاستكبار والعناد.

فالجحد والتكذيب: كما فعل المشركون مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكما فعل أعداء الرسل من قبل.

والاستكبار والعناد: بحيث يعلم الحق ثم يستكبر عنه ويعاند، كما هو كفر إبليس، وبين الكفرين تلازم، فإن المكذب مستكبر، والمستكبر وإن لم يكذب بلسانه، فهو مكذب بعمله، لأنه لم ينقد لأمر الله.

{وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ} الآيات نوعان: كونية، وشرعية.

فالكفر بالآيات الكونية: أن ينكر أن الله عزّ وجل هو الذي خلقها، أو أن يعتقد بأن لله تعالى شريكًا فيها، أو أن يعتقد بأن لله تعالى معينًا فيها. كل هذا كفر بالآيات الكونية، كما قال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} [سبأ: ٢٢].

فنفى الله في الآية ثلاثة أشياء:

١ - لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض على سبيل الاستقلال.

٢ - ما لهم فيهما من شرك على سبيل المشاركة.

٣ - {وَمَا لَهُ} أي: لله {مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} أي: من معين.

<<  <  ج: ص:  >  >>