للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا أمره الله أن يقول: {أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ}، فإن أسلمتم فهو لكم، وإن لم تسلموا فعليكم.

ويتفرع على ذلك أنَّ من علمت أنه إنما يحاجك لقصد نصر قول، ولو كان باطلًا، فلك أن تعرض عنه؛ ولتقل: هذا ما أدين الله به، وهذا ما أستسلم له وتدعه؛ لأنه معاند مكابر، وليس أهلًا لأن تدخل معه في محاجة أو خصومة.

٣ - أن أتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحذون حذوه في إسلامهم لله، وتفويض الأمر إليه؛ لقوله: {أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ}.

٤ - أن الوجه أشرف الأعضاء، وهو الذي يكون به الانقياد وعدمه؛ لقوله: {أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ}. ولهذا كان أقرب ما يكون العبد من ربِّه إذا كان ساجدًا؛ لأنه يضع أشرف أعضائه على موطئ الأقدام.

٥ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - متبوع لا تابع؛ لقوله: {. . . وَمَنِ اتَّبَعَنِ}، ويتفرع على ذلك أن الواجب على من تبين له الحق أن يأخذ به، إذا كان يريد أن يكون من أتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أما من يلوي أعناق النصوص إلى قوله، فهذا ليس بمتبع حقيقة؛ لأن بعض الناس إذا قال قولًا، وجاء في النص القرآني أو النبوي ما يخالف قوله، حاول أن يلوي عنق النص، ويحرف النص من أجل أن يكون موافقًا لقوله، وهذا حرام؛ لأنك أنت تابع، ولست بمتبوع.

٦ - أنه لا يمكن أن يكون قول أحد من أهل العلم حجة على الآخرين؛ لأن الكل تابعون لا متبوعون.

٧ - النداء بالسفه والبلاهة على من جادل وعارض دون أن

<<  <  ج: ص:  >  >>