يستسلم لله؛ لقوله:{أَأَسْلَمْتُمْ}، وإن جعلناها أمرًا فالأمر واضح.
٨ - بيان عظيم منة الله عزّ وجل على العرب ببعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ووجه ذلك: أنه قال {لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ} وفرق بين الوصفين، بين من أوتي الكتاب، وبين الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، لكنهم ببعثة الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا هم أهل الكتاب حقًّا؛ لأن هذا الكتاب الذي نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفه الله بأنه:{مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه}[المائدة: ٤٨].
٩ - وجوب الإسلام لله سواء قلنا إن الاستفهام للإنكار على هؤلاء، أو قلنا إنه للأمر؛ فإنه يدل على وجوب الإسلام والاستسلام لله عزّ وجل.
١٠ - أن أهل الهدى هم المسلمون؛ لقوله:{فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا}.
١١ - أن من لم يسلم فهو ضال؛ فإن كان قد علم بالحق كان من الضالين المغضوب عليهم؛ لأن كل من علم الحق ولم يتبعه فهو مغضوب عليه.
قال الله عزّ وجل:{وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.
١٢ - في هذه الجملة تحذير من تولى بعد أن دعي؛ لقوله:{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.
١٣ - أنه لا يجب على الداعية إلا البلاغ، أما الهداية فإلى الله {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ}.