والذين يأمرون بالقسط من الناس يشمل الرسل وغير الرسل من أهل العلم والخلفاء الراشدين، فحينئذ عطفه على النبيين من باب عطف العام على الخاص، ولكنه خصَّ الأنبياء؛ لأن قتلهم أعظم من قتل غيرهم.
وذكر الخاص بعد العام من باب ذكره مرتين: مرة بطريقة العموم، ومرة بطريقة الخصوص. ولكن خصّ من بين سائر الأفراد، وأعيد الحكم عليه من بين سائر الأفراد للاعتناء به والاهتمام به.
{بِالْقِسْطِ}: أي بالعدل.
وقوله:{فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}:
الخطاب إما للرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو لكل من يتأتى خطابه.
وبشرهم: أي أخبرهم بعذاب أليم.
والعذاب: العقوبة.
والأليم: بمعنى المؤلم، وهذه البشارة هل هي على سبيل التهكم بهؤلاء أو هي من باب تشبيه البشارة بما يسوء بالبشارة بما يسر، بجامع أن كلًا منهما تتأثر فيه البشرة وتتغير؟
يحتمل هذا وهذا، ولكن إذا قلنا إنها من باب التهكم، استفيد بذلك زيادة الألم على هؤلاء المبشرين؛ كقوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ