للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك بما أباح من اتخاذ التقاة عند الضرورة إليها؛ لقوله: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}.

٨ - أنه لا تجوز المداهنة لأعداء الله، وإظهار الرضا بما هم عليه؛ لقوله: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}. ومعلوم أن التقاة لا تجوز إلا عند الضرورة، ومع ذلك ينوي بها الإنسان أنها وقاية مما يخاف منهم، لا رضى بما فعلوا، أو اطمئنانًا إليه.

٩ - أن الله عزّ وجل مع كمال رحمته ومحبته للتوبة، إلا أنه في مقام الوعيد يذكر الآيات والكلمات الشديدةَ القويةَ؛ لأن المقام يقتضي ذلك؛ فإنه من أعظم الأشياء أن يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ولهذا قال: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}.

١٠ - إطلاق النفس على الذات؛ لأن المراد بقوله {نَفْسَهُ} أي ذاته. يحذركم الله نفسه: أي ذاته. والتعبير بالنفس أولى من التعبير بالذات، وإن كان التعبير بالذات هو المشهور عند العلماء. لكن التعبير بالذات عن النفس ليس من اللغة العربية الفصحى كما قال شيخ الإِسلام ابن تيمية، وإنما هو متلقى من اصطلاح عرفي. وأصله: أن "ذات" تستعمل مضافة فيقال: ذات جمال، ذات دين، ذات مال، وما أشبه ذلك، فيعبرون بالذات عن العين المتصفة بصفات، ثم سلبوها من الإضافة وعبروا بكلمة ذات مجردة عن الإضافة.

١١ - وجوب رد الأشياء إلى الله عزّ وجل، لقوله: {وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.

١٢ - تكرار التحذير إذا كان المقام يقتضي ذلك من أعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>