للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - عظم حق الأم على ولدها؛ لأن من أحسن إليك وأتعبته كان أحق الناس ببِرك، ولهذا جعلها النبي عليه الصلاة والسلام أحق الناس بحسن الصحبة.

٣ - اعتذار الإنسان عند ربِّه إذا وقع الأمر خلاف ما أراد؛ لقوله: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى}، فإن هذا شبه اعتذار لقولها: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا}، والأنثى لا تخدم المساجد عندهم فلهذا اعتذرت.

٤ - التوسل إلى الله تعالى بربوبيته.

٥ - أنه من تمام البلاغة الاحتراز عن كل موهم لأمر خطأ، سواء كان في المقال أو في الفعل؛ لقوله: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعْتُ} على قراءة الضم.

والمقال كما هنا، وفي الفعال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - بصفية رضي الله عنها يقابلها حين جاءت إليه وهو معتكف وتحدثت معه، فقامت لتخرج بالليل فخرج بها عليه الصلاة والسلام وإذا برجلين من الأنصار يمران فأسرعا، فقال لهما عليه الصلاة والسلام: "على رسلكما إنها صفية بنت حيي"، فقالا: سبحان الله، ثم قال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خفت أن يقذف في قلوبكما شرًّا -أو قال: شيئًا-" (١). لا شك أن أبعد الناس عن سوء الظن هو الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولاسيما من أصحابه، لا يمكن أن يظنوا به سوء الظن، ومع ذلك خاف


(١) رواه البخاري، كتاب الاعتكاف، باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد، رقم (٢٠٣٥). ورواه مسلم، كتاب السلام، باب بيان أنه يستحب لمن رُئي خاليًا بامرأة، رقم (٢١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>