٥ - طرد الإعجاب بالنفس؛ وذلك بأن الإنسان إذا عمل عملًا لا يُدِلُّ به على الله يقول: أنا عملت وأنا عملت، بل يعمل ويشعر أنه مفتقر إلى الله عزّ وجل في قبول ذلك العمل، ولهذا قالت:{فَتَقَبَّلْ مِنِّي}، وقال إبراهيم وإسماعيل وهما يرفعان القواعد من البيت:{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة: ١٢٧]، والإنسان إذا علم أنه مفتقر إلى ربه عزّ وجل في العمل وفي قبول العمل زال عنه الإعجاب، وإذا زال عنه الإعجاب صار حريًّا بأن الله تعالى يقبل منه ويثيبه.
٦ - إثبات اسمين من أسماء الله وهما: السميع، والعليم، والسميع يكون بمعنى استجابة الدعاء وبمعنى إدراك المسموع، والعليم هو: إدراك الشيء على ما هو عليه.
١ - أن الأم تتكلف الحمل كما يشعر به كلمة (وضعتها) أنها حاملة لها، وهو كذلك لا شك أنها تتكلف الحمل، وإذا قدَّرنا أن هذا الطفل الذي في بطنها سيبقى تسعة شهور وهي حاملة له في بطنها، في أرق ما يكون من البدن، قائمة وقاعدة ومستيقظة ونائمة، فماذا نتصور من التعب؟ ولهذا قال الله تعالى:{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا}[الأحقاف: ١٥]، وقال:{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}[لقمان: ١٤]، ثم مع ذلك هذا الطفل فى البطن يتحرك وهي تحس به، ولولا لطف الله بعباده ما استطاعت أن تحمل هذا ولكن الله عزّ وجل يعينها. فيتفرع على هذه الفائدة فائدة أخرى وهي: