للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - أن يحيى عليه الصلاة والسلام سيكون سيدًا، وذلك لأنه أحد الأنبياء، والأنبياء هم سادة الخلق وأفضل الخلق.

٨ - أن يحيى عليه الصلاة والسلام مع توافر صفات الكمال في حقه بالسيادة فإنه كان ممنوعًا من مساوئ الأخلاق؛ لقوله: {وَحَصُورًا} فإن أصح وأعم ما قيل فيه أنه ممنوع عن مساوئ الأخلاق.

٩ - أن يحيى من الأنبياء؛ لقوله: {وَنَبِيًّا} وكل من وصف بالنبوة في القرآن الكريم فإنه رسول، قال الله تعالي: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: ١٦٣]، وقال تعالي: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ} [غافر: ٧٨] وما قصهم الله علينا يقصه بلفظ النبوة في الأكثر، فيكون كل من ذكر في القرآن بوصف النبوة فهو رسول.

١٠ - أن الأنبياء من الصالحين بل هم في أعلى مراتب الصلاح، فإن مراتب الصلاح أربعة: وهي النبوة، والصديقية، والشهادة، والصلاح، هذا إذا ذكرت جميعًا صارت مراتب، وإن لم تذكر جميعًا صار الصلاح عامًا؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قلتم: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فقد سلمتم علي كل عبد صالح في السماء والأرض" (١).


(١) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب التشهد في الآخرة، رقم (٨٣١، ٨٣٥). ورواه مسلم، كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، رقم (٤٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>