للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أب، ومنهم من خلق من أم بلا أب, ومنهم من خلق من أب بلا أم، وأكثر الخلق من أم وأب.

فالذي خلق من غير أم ولا أب (آدم)، ومن أب بلا أم (حواء) امرأة آدم، ومن أم بلا أب (عيسى) وسائر الناس من أب وأم.

{اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ}، أي: الذى يشاء كمًّا وكيفًا وعلى سبب معلوم وعلى سبب غير معلوم، فالله سبحانه لا معقب لحكمه، يخلق ما يشاء، قلنا: بالكمية والكيفية والسبب المعلوم والسبب غير المعلوم وأيضًا النوعية؛ والنوعية ما أكثر أنواع الخلق لا يحصيها الإنسان فضلًا عن أفرادها، وما أكثر الخلق، لو أردت أن تحصي الخلائق ما استطعت، والله تعالى قد أحصاهم ورزقهم وأمدهم وأعدَّ كل مخلوق لما خُلق له، قال فرعون: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى (٤٩) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: ٤٩, ٥٠]، كل شيء أعطاه الله خلقه المناسب له ثم هداه لما خلق له. انظر أحيانًا تفتش الكتاب للمراجعة فتجد فيه حيوانًا لا يدركه البصر إلا بكلفة! مَنْ خلقه؟ الله، ومَنْ أعده للرزق؟ الله. ومن أمده برزقه المناسب له؟ هو الله عزَّ وجل، فما بالك بالخلق الكثير الذي هو أكبر من هذا بكثير؟ ! فالحاصل أن الله يخلق ما يشاء كمًّا وكيفًا ونوعًا، وبسبب معتاد وبسبب غير معتاد، لا حَجْرَ على الله عزَّ وجل، يخلق ما يشاء ويفعل ما يشاء.

{قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.

{إِذَا قَضَى}، قضى: أي قضاءً كونيًا؛ لأن القضاء له معنيان

<<  <  ج: ص:  >  >>