يقول الله عزّ وجل:{إِذَا قَضَى أَمْرًا}"أمرًا" مفرد جمعه أمور أم أوامر؟ .
الجواب: أمور؛ لأن المراد بالأمر هنا الشأن يعني: إذا قضى شأنًا -أي شأن من الشؤون- فإنما يقول له كن فيكون، لا يحتاج إلى عمل ولا إلى آلات ولا إلى أي سبب، كل الخلائق مسلمة لله عزّ وجل:{وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[آل عمران: ٨٣]، تنتظر الأوامر، إذا صدر الأمر من الله عزّ وجل كان المأمور.
الأمر الكوني: يقول كن فقط فيكون. قال الله تعالى عن البعث؛ بعث الخلائق كلها: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: ١٣ - ١٤]، وبيَّن الله تعالى في سورة القمر كيف هذا الأمر هل يكرر؟ هل يتأخر المأمور؟ فقال:{وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ}[القمر: ٥٠]، لا يوجد تكرار -واحدة- ولا يتأخر المأمور {كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}[القمر: ٥٠]، يعني لو شاء ربنا عزّ وجل لأمر هذه الأرض أن تزول ومن فيها بلحظة {كُنْ فَيَكُونُ} هذه القدرة التامة العظيمة التي لا تنسب قُدرة الخلق إليها. {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، الفاء هذه تفيد الترتيب وإن شئت فقل: تفيد السببية، فإن قلت: إنها تفيد السببية فاقرأها بالنصب، وإن قلت: إنها تفيد الترتيب فاقرأها بالرفع، وكلتا القراءتين سبعية صحيحة (أن يقول له كن فيكونَ)، {أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، فعلى قراءة الرفع تكون استئنافية، والفاء عاطفة تفيد الترتيب والتعقيب (كن فهو يكونُ) في الحال، وعلى قراءة النصب تكون الفاء للسببية، فكأن الكون مسبب عن