للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - طير يطير بالفعل على قراءة (طائرًا). بإذن الله.

وعلى هذا فيكون: يخلق شيئًا على هيئة الطير فينفخ فيه فيكون فيه روح ثم يطير.

وقوله: {بِإِذْنِ اللَّهِ}، أي: بإذنه الكوني والشرعي؛ لأن كونه يصور مضاهيًا لخلق الله يحتاج إلى إذن شرعي؛ لأن الأصل أنه لا يجوز لأحد أن يصور على تصوير الله عزّ وجل، قال تعالى في الحديث القدسي: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي" (١)، لكن الله تعالى أذن لعيسى عليه الصلاة والسلام لحكمة، هذا على تفسير {بِإِذْنِ اللَّهِ}، الإذن الشرعي، كذلك الإذن الكوني، يعني بإذن الله الإذن الكوني؛ لأن خلق هذا الطير حتى يطير يكون بإذن الله الكوني، فيطير بإذن الله إذنًا كونيًا، فعيسى عليه الصلاة والسلام يخلق كهيئة الطير بإذن الله الشرعي فيكون طيرًا إذا نفخ فيه، ويطير بإذن الله الكوني.

وقوله: {بِإِذْنِ اللَّهِ} هذا من أجل تحقيق التوحيد حتى لا يظن ظان أنه يخلق استقلالًا، لأنه لولا هذا التقييد {بِإِذْنِ اللَّهِ} لتوهم النصراني وغير النصراني أن عيسى عليه الصلاة والسلام يخلق كما خلق الله آدم من طين على صورته، ثم نفخ فيه الروح فصار بشرًا، فيظن الظان أن عيسى يخلق كخلق الله، فلهذا كان يقول عليه الصلاة والسلام: بإذن الله.

{وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ}.

أبرئ: بمعنى أشفي، والبرء في الأصل من البراءة، والبراءة من الشيء السلامة منه، ومنه برأ من دَينه أي سلم من غائلته أي:


(١) رواه البخارى، كتاب اللباس، باب نقض الصور، رقم (٥٩٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>