للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق الله عزّ وجل، فإن الله تعالي أوحي إلي نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - في شأن عيسي من العلم ما لم يكن عند غيره، فقال تعالي: {فَقُلْ تَعَالَوْا}، قلنا: إن (قل) جواب الشرط. (وتعالوا) فعل أمر مبني علي حذف النون، والواو فاعل. وفيه إشكال؛ لأن (تعالوا) جمع و (من حاجك) مفرد فكيف صحَّ أن يكون الجمع عائدًا علي مفرد؟

الجواب: أن الأسماء الموصولة وأسماء الشرط المشتركة التي تصلح للمفرد وغيره يجوز في العائد إليها أن يعود إليها باعتبار اللفظ، وأن يعود إليها باعتبار المعني، فإن عاد إليها باعتبار اللفظ صار مفردًا، وباعتبار المعني صار جمعًا، ولا فرق بين أن يكون هذا الجائز في كلام واحد أو في كلامين، قال تعالي: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [الطلاق: ١١].

{فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}.

كيف قال: ندع، ولم يقل: أدع؟ نعم لم يقل ذلك لأنهم إذا جاءوا معه صاروا جماعة.

{نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}.

هذه الآية كما ترون بصيغة الجمع {أَبْنَاءَنَا} والرسول واحد عليه الصلاة والسلام {وَأَبْنَاءَكُمْ} هم جماعة لا بأس {وَنِسَاءَنَا}، الرسول واحد ولم يقل: نسائي {وَنِسَاءَكُمْ} جماعة واضح. {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} الرسول واحد وهم عدة أنفس؟

اختلف المفسرون في ذلك، فقال بعض المفسرين: المراد بقوله: {أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ}، المراد بأبنائنا الحسن والحسين، {وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ}، المراد بنسائنا فاطمة بنت الرسول - صلى الله عليه وسلم - {وَأَنْفُسَنَا} المراد بالأنفس علي بن أبي طالب، فيكون العدد أربعة

<<  <  ج: ص:  >  >>