للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قولك: زيد هو الفاضل في توكيد الأفضلية، وأفادت الفرق بين الصفة والخبر لأنك لو قلت: (زيد الفاضل) تَشَوَّفَ المخاطب إلى خبر، وإذا قلت: زيد هو الفاضل علم أن كلمة الفاضل هي الخبر وهنا لو كانت: (هذا القصص الحق) لاستقام الكلام ولكن تفوت هذه المؤكدات الثلاث.

وقوله عزّ وجل: {إِنَّ هَذَا} المشار إليه ما ذكره الله في شأن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وتعرفون أن الله تعالى تحدث عن عيسي ابن مريم في هذه الآيات حديثًا مسهبًا طويلًا عنه وعن أمه.

وقوله: {لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ}، القصص: مصدر قصَّ يقصُّ قصًّا وقصصًا، ولكنه هنا يحتمل أن يكون مصدرًا بمعني الفعل، ويحتمل أن يكون مصدرًا بمعني اسم المفعول أي: إن هذا لهو المقصوص الحق، وسواء قلنا بهذا أو بهذا فالمؤدي واحد، فإن هذا القصص الحق، والحق هنا صفة للقصص، والحق إن قيل في مقابلة الحكم فهو بمعني العدل، وإن قيل في مقابلة الخبر فهو بمعني الصدق؛ لقوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: ١١٥].

ثم قال تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}.

هذه الجملة أيضًا كما نري فيها حصر وفيها توكيد، أما الحصر فطريقه النفي والإثبات، النفي في قوله: (ما) والإثبات في قوله: {إِلَّا} وأما التوكيد ففي قوله: {مِنْ إِلَهٍ} لأن (من) حرف جر زائد من حيث الإعراب لكنه يزيد المعني، ماذا يزيد المعني؟

يزيد المعنى توكيدًا، ولهذا نقول: إن الحروف الزائدة في

<<  <  ج: ص:  >  >>