للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القرآن الكريم هي زائدة، زائدة من حيث الإعراب، زائدة من حيث المعني، أي: أنها تفيد معني زائدًا علي ما لو لم تكن موجودة.

وقوله: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}، إله بمعني: مألوه، والمألوه هو المعبود محبة وتعظيمًا، ولا يصدق هذا حقًّا إلّا علي الله عزّ وجل، وكلمة (إله) هنا علي وزن فعال ولكنها بمعني مفعول، والكلمة هذه -يعني إله بمعني مألوه أو فعال بمعني مفعول- كثيرة في اللغة العربية؛ كالغراس والبناء والفراش والوطاء وما أشبه ذلك، غراس بمعني: مغروس، وبناء بمعني: مبني، وفراش بمعني: مفروش، وإله بمعني: مألوه، فما معني المألوه؟ قلنا: هو المعبود محبة وتعظيمًا هذا مألوه.

وقوله: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}، (إلا) هذه أداة استثناء، والجملة التي قبلها فيها شيء محذوف تقديره: وما من إلهٍ حقّ إلا الله، وعلي هذا فنعرب كلمة (الله) بدلًا من الخبر المحذوف الذي تقديره (وما من إله حق إلا الله) إلا الله يعني: خالق السموات والأرض عزّ وجل، فعيسي ليس بإله، وأمه ليست بإله، وجبريل ليس بإله، وميكائيل ليس بإله، ولا أحد يستحق هذا الوصف إلا خالق السموات والأرض عزّ وجل، ولهذا قال: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}.

وقوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

الحكيم مشتقة من الحكم والإحكام، وكل عزيز إذا اقترن في عزته الحكمة والحكم كملت عزته، وذلك لأن العزيز إذا غلب ولم يكن له حكمة أدته غلبته إلي الطيش وعدم ضبط النفس، فإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>