للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلاهما يدخل الجنة" (١)، لو سألته وقلت: يا رسول الله، ما معنى يضحك؟ قال: لا أدري! ! وقوله: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر" (٢)، لو سألته: ما معنى ينزل؟ قال: لا أدري! ! .

هكذا زعموا! ! وهو أمر يدعو للعجب، وزَعْمٌ بعيدٌ عن الصواب.

إذن نقول: آيات الصفات من المتشابه في الحقيقة والكيفية التي هي عليها؛ لأن الإنسان بشر لا يمكن أن يدرك هذه الصفات العظيمة، لكن في المعنى محكمة معلومة لا تخفى على كل أحد، كلنا يعرف ما معنى العلم، كلنا يعرف ما معنى الاستواء، كلنا يعرف ما معنى الوجه، وما معنى اليد.

لهذا قال الإمام مالك رحمه الله قوله المشهور الذي روي عن شيخه أيضًا قال:

(الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) (٣)، فمثلًا: نحن نعلم معنى (العين)،


(١) رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل، رقم (١١٤٥). ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر من آخر الليل، رقم (٧٥٨).
(٢) رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء نصف الليل، رقم (٦٣٢١). ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في الدعاء والذكر من آخر الليل والإجابة فيه، رقم (٧٥٨).
(٣) رواه اللالكائي في شرح السنة (٦٦٤). والبيهقي في الأسماء والصفات (٨٦٧). وقال الحافظ في الفتح (١٣/ ٤٠٧): إسناده جيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>