للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعاية النصاري قوية لا يبطلها إلا كلام مؤكد، إما باللفظ وإما بالحال، يعني إما بالمقال وإما بالحال، وهكذا ينبغي لكل إنسان أن يتكلم بكلام تقتضيه الحال، فإن كانت الحال تقتضي أن يكون الكلام مؤكدًا فإن مقتضى البلاغة أن يؤكد.

٣ - أن القصص قد يكون حقَّا وقد يكون باطلًا، القصص من حيث هو، بِغَضِّ النظر عن القاص، قد يكون حقًّا وقد يكون باطلًا كذبًا، ويؤخذ هذا من وصف القصص بالحق؛ لأن الأصل في الصفة أن تكون لِما عدا الموصوف، هذا هو الأصل، ولهذا لو جاءت صفة غير مخرجة لما سوى الموصوف يسمونها صفة كاشفة لا مانعة.

٤ - أنه لا إله في الوجود إلا الله، ولكن يراد لا إله حق، ويتعين أن يكون ذلك هو المراد لأن هناك آلهة باطلة موجودة تعبد من دون الله وتسمي آلهة، وينكر حصر الآلهة بواحد، قالت قريش في مخاطبتها للنبي عليه الصلاة والسلام: {وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: ٤، ٥]، الله أكبر، العُجاب أن تكون الآلهة إلهًا واحدًا أو تكون آلهة متعددة؟ !

٥ - أن في سلامة العقيدة الراحة التامة؛ لأنك إذا سلمت عقيدتك وآمنت بأنه ما من إله إلا الله، فإنك لن تتجه إلي من سوي الله، ولا شك أن هذا راحة، انحصار الهدف والمقصود من أكبر أسباب راحة الإنسان، وإذا تعددت الأهداف والمقاصد تبلبل الإنسان، ولهذا يذكر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: (من بورك له في شيء فليلزمه) (١)، أي شيء يبارك لك فيه، وتري


(١) رواه ابن ماجه من حديث أنس وعائشة رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>