أنك مطمئن إليه سواء كان سيارة أو بيتًا أو زوجةً أو صاحبًا فالزمه، فإنه خيرٌ مِنْ أن تنتقل إلي غيره، بعض الناس يقول: أقرأ اليوم زاد المستقنع، وغدًا المنتهى، وبعده الإقناع، وبعده المهذب، وبعده المدونة لمالك، كل يوم له كتاب، فهذا يفوت عليه الوقت ولا يستفيد شيئًا لماذا؟ لأن الهدف لم يتحدد، وهكذا هؤلاء المشركون أيضًا، هذا يعبد اللات، فإذا لم تنفع راح للعزي، وإذا لم تنفع لمناة، وإذا لم ينفع عجن عبيطًا من التمر وجعله إلهًا، وإذا لم تنفع راح للشمس أو القمر.
وعلي كل حال إذا كانت العقيدة سليمة بأن لا يتجه الإنسان إلا إلي الله، ولا يعبد إلا الله، فإنه يجد الراحة التامة، ولهذا قال تعالى:{وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}، وفي هذا ردّ علي النصاري الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، لأنه قال:{وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ}، والعجيب أنه من سفه النصاري وضلالهم أنهم يقولون: الآلهة ثلاث لكنها واحد، كيف ثلاث وواحد؟ هل يمكن أن يكون الثلاثة واحدًا؟ إذا جعلت الثلاثة واحدًا صار الإله الأول ثُلُثًا، والإله الثاني ثُلُثًا، والإله الثالث ثُلُثًا، أما أن يكون كل واحد مستقلًا ثم نقول: هم واحد، فهذه مكابرة وضلال.
٦ - إثبات العزة بل تمام العزة لله؛ لقوله:{لَهُوَ الْعَزِيزُ}، و (ال) هنا تفيد الاستغراق، أي: جميع أنواع العزة ثابتة لله سبحانه وتعالى، وفيه إثبات الحكمة لله في قوله:{الْحَكِيمُ} وإثبات الحكم أيضًا، فيتفرع علي هذا أنه لا حاكم إلا الله، الحكومة السلطانية القدرية والحكومة الشرعية هي لله وحده، فمن سيطر علي الخلق بالحكم السلطاني ولم يراقب الرب فقد