للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن الرد والأخذ والمناقشة في مسائل الاجتهاد بين العامة -لا شك- أنه ضرر، خصوصًا في هذا الوقت حيث يوجد أناس يدعون إلي التقليل من شأن العلماء، والكلام فيهم في المجالس؛ لأنهم فقدوا الزعامة التي يريدونها فصاروا مثل الزعماء الآخرين الذين عارضوا دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لما فقدوا الزعامة التي يريدونها، ليس لهم سبيل إلي ما يريدون إلا أن يضعفوا الجانب الآخر. وهذا علي خطر عظيم جدًا، فأنا أري أنه إذا وجد خطأ من أي عالم -والإنسان غير معصوم، فقد يخطئ ولا يتبين له الخطا إلا بالمناقشة- أن يتصل به ويبحث معه، فإن تبين الحق وجب علي من تبين له الحق أن يتبعه، وإن لم يتبين وصارت المسألة فيها مساغ للاجتهاد فالواجب عَدم الرَّدِّ عليه.

٨ - أنه إذا تولي الخصم بعد إقامة الحجة عليه فإنه يعلن له بالبراءة منه، والتزام الحق؛ لقوله: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.

٩ - أنه ينبغي للمسلم أن يعتز بدينه، وأن يعلنه، ويشهره، خلافًا للضعفاء الذين عندهم ضعف في الشخصية، وقلة الدين، الذين يتسترون بدينهم مخافة أن يعيروا به، حتى إن بعضهم كما قيل لي يخجل أن يصلي بين الناس، يقول: أخشي أن أنسب إلي الدين، والعياذ بالله. وهذا يدل علي قلة الإيمان، وعلي ضعف الشخصية، وأن الإنسان ليس عنده رصيد يفتخر به ويعتز به.

١٠ - إشهاد الخصم علي الحال التي يكون عليها خصمه؛ لقوله: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. لما في ذلك من الغضاضة عليه، وكسر جبروته، وعدم انقياده للحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>