للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - أن من دعا الناس إلى حل أو حرام، لكن بإذن الله وشرعه، فهو علي حق، تؤخذ من قوله: {مِنْ دُونِ اللَّهِ} فهو سبحانه وتعالى لم يقل: {وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا} فحسب بل قال: {مِنْ دُونِ اللَّهِ}.

فائدة:

بعض الناس إذا زلَّ بعض العلماء مثلًا ووقعوا في أخطاء أخذ هؤلاء يكتبون في المجلات والصحف أخطاءهم بحجة أنهم يبينون الحق. وهذا من الغلط، والحقيقة أن هذا الفعل فيه مضرة من ثلاثة وجوه:

الوجه الأول: أنها مضرة على الكاتب؛ لأن الذين يثقون بالشخص الآخر يرون أن هذا مخطئ ويقل وزنه عندهم.

الوجه الثاني: أن فيه أيضًا إضعافًا للثاني المردود عليه، ومعلوم أنه إذا ضعفت منازل العلماء في الأمة ضاعت الأمة؛ لأن العلماء هم القادة، فإذا ضعفت منازلهم عند العامة ضاعوا وصاروا كالإبل التي ليس لها راع، أو كالغنم التي ليس لها راعٍ.

الوجه الثالث: أن فيها أيضًا إضعافًا للشرع؛ لأن العالم الذي ردَّ أو المردود عليه إذا قال قولًا غير هذه المسألة شكَّ الناس فيه وقالوا: لعل هذه من خطأ فلان، فصار فيه مضرة من ثلاثة وجوه، والواجب على العلماء فيما بينهم إذا أخطأ أحدهم أن يتصلوا به فيناقشوه، فإن كان الصواب معه تبعوه، وإن كان الصواب معهم يتبعهم، ثم لو فرض أنه أصرَّ على ما هو عليه وله وجه -لأن المسألة مسألة اجتهاد- فلا أري أن يرد عليه أبدًا؛

<<  <  ج: ص:  >  >>