للذين اتبعوه من بني إسرائيل ممن سبق النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولا شك أنه تبعه كثير من المؤمنين الذين آمنوا به في حياته، والذين اتبعوا طريقته بعد مماته.
{وَهَذَا النَّبِيُّ} المشار إليه محمد عليه الصلاة والسلام، وكفي به فخرًا أن يشير إليه رب العالمين، هذا شرف عظيم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكون الله يشير إليه بهذه الإشارة المفيدة للقرب، ولم يقل: وذلك النبي، بل قال:{وَهَذَا النَّبِيُّ} إشارة إلي قربه لأنه - صلى الله عليه وسلم - أقرب الناس منزلة إلي الله سبحانه وتعالى:{وَهَذَا النَّبِيُّ} فيها قراءة النبيء أيضًا .. وعلي هذه القراءة النبيء مشتق من النبأ، فهو فعيل بمعني فاعل وبمعني مفعول .. بمعني فاعل لأنه مُنبِئ مُخْبِر، وبمعني فعيل لأنه مُخْبَر، ولهذا قال ابن مسعود - رضي الله عنه -في وصف الرسول-: [وهو الصادق المصدوق](١) .. فهو فعيل بمعني مفعول، وفعيل بمعني مُفْعِل، وقد جاءت في القرآن، والقرآن حجة، وإذا أردت أن نأتي بحجة من كلام العرب فاسمع إلي قول الشاعر:
أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع
(١) رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، رقم (٣٢٠٨). ورواه مسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابه. . .، رقم (٢٦٤٣).