السميع بمعني المُسْمِع .. فهذه سميع بمعني مُسْمِع في لغة العرب، علي أننا في الحقيقة لا نحتاج إلي استشهاد للقرآن لإثبات أن هذا لغة بل القرآن يُستشهد به، ولا يستشهد عليه، لكن من المعلوم أنه كلما زادت البينات ازداد الإنسان طمأنينة .. أما علي قراءة النبي بدون همزة ففيها وجهان:
الوجه الأول: أنها مسهلة من النبيء بالهمز يعني أن الهمزة جعلت ياءً للتسهيل. وهذا موجود في اللغة العربية. "أئمة" يقال فيها في اللغة العربية: أيمة .. وعلي هذا الوجه يكون النبي في النبأ.
الوجه الثاني: إن الياء أصلية وليست مسهلة من النبيء، وعلي هذا فيكون مشتقًا من النَّبْوَة .. وهي الشيء المرتفع الناتئ. يقال: نبا ينبو. يعني ارتفع. وذلك لارتفاع مرتبة النبي، لأن الرسل ومنهم خاتم الرسل محمد - صلى الله عليه وسلم - أرفع الناس قدرًا عند الله، ولهذا بدأ الله بهم في صدر من أنعم عليهم {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ}[النساء: ٦٩] .. والقول الراجح أنه إذا احتمل اللفظ معنيين بدون تضاد حمل عليهما؛ لأن ذلك أوثق في المعني. أما مع التضاد فإنه ينظر للراجح ويحمل عليه. لكن مع إمكان الجمع يجب أن يحمل علي المعنيين جميعًا.
فإذا قال قائل: هذا استعمال لمشترك في معنييه (١).
(١) اللفظ المشترك: ما اتحد لفظه وتعدد معناه .. العين تقال للباصرة .. وتقال للعين الجارية، وتقال للعين التي هي الذهب والورِق، ولهذا يقال: عين مورودة، وعين منقودة، وعين مكحولة .. العين المنقودة الذهب، والعين المورودة الماء، والعين المكحولة الباصرة.