للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النساء: ١٦٥]، فكل من وصف بالنبوة في القرآن فإنه رسول بدليل آية النساء {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ} [النساء: ١٦٥].

٦ - إثبات ولاية الله للمؤمنين في قوله: {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} وهذه الولاية كما قلنا آنفًا ولاية خاصة تقتضي عناية تامة.

٧ - كل من كان أكمل إيمانًا فولاية الله له أكمل، هذه فائدة أخذناها من قاعدة معروفة عند أهل العلم وهي: [أن الحكم المعلق بوصف يزداد قوة بقوة هذا الوصف فيه] هذه قاعدة مفيدة .. كل حكم معلق بوصف فإن هذا الحكم يزداد قوة بقوة الوصف الذي علق عليه الحكم. فإذا قلت مثلًا: أنا أحب الصالحين معناه كل من كان أصلح فهو أحب إليَّ؛ لأن المحبة علقت بالصلاح، فكلما ازداد الصلاح ازدادت المحبة {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} علقت الولاية بالإيمان، فكلما كان الإنسان أقوي إيمانًا، كانت ولاية الله له أتم وأخص.

ويتفرع علي هذه الفائدة: أنه ينبغي للإنسان أن يحقق إيمانه ويكمله بقدر استطاعته، من أجل أن ينال ولاية الله؛ لأن كل إنسان عاقل يسعي في الحقيقة إلي أن يكون الله له وليًّا، نقول: الأمر سهل .. حقق الإيمان يكون الله لك وليًّا، وكلما ازداد تحقيقك الإيمان ازدادت ولاية الله لك. وإلا فكلنا يطلب ذلك .. ونسأل الله عزّ وجل أن يجعلنا وإياكم من أوليائه. كلنا يطلب هذا، لكن فقط حقق الإيمان. من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالي في الله، وعادي في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك (١) .. هذه من أسباب الولاية أن يكون


(١) رواه الطبراني في معجم الأوسط (٩/ ٤١)، رقم (٩٠٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>