للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حبك وبغضك وكراهتك وعداوتك وولايتك لله عزّ وجل لا للدنيا.

٨ - إثبات الأسباب .. وجه ذلك: أن الإيمان جعله الله سببًا لولاية الله، ولا شك أن الأسباب ثابتة، والأسباب شرعية وعقلية وحسية؛ فالأسباب الشرعية: ما جعلها الله تعالى سببًا في القرآن، فمثلًا: الإيمان سبب لدخول الجنة. هذا سبب شرعي، ودخول الوقت سبب لوجوب الصلاة، هذا سبب شرعي .. والعسل سبب للشفاء (١)، هذا سبب قدري علمنا به من طريق الشرع يعني من طريق الوحي .. كذلك كون الماء سببًا لنبات الأرض سبب حسي. فما شاهدناه بأنفسنا فهو سبب حسي، الأدوية الطبيعية التي تستخرج بالتجارب أسباب حسية.

أما الأسباب العقلية: فهي كثيرة جدًّا، كل شيء يترتب علي شيء عقلًا فهو سبب عقلي، والأسباب الشرعية والحسية والعقلية كلها مؤثرة بذاتها، حيث أودع الله فيها التأثير. وإنما قلت ذلك لأن بعض الناس غالي في التنزيه فقال: إن الأسباب لا تؤثر بذاتها وإنما يكون الأثر عندها لا بها، فقالوا مثلًا: إن الاحتراق بالنار ليس بالنار لكن حصل الاحتراق عند تماس النار بما يقبل الاحتراق فحصل الاحتراق. أما النار فلا


(١) قال تعالى في سورة النحل: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ. . .} [النحل: ٦٩]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهي أمتي عن الكي". هذا الحديث رواه البخاري، كتاب الطب، باب الشفاء في ثلاث، رقم (٥٦٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>