للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يدل على أن من اليهود من هو أمين وإلا كيف يرهن الرسول - صلى الله عليه وسلم - الدرع وهو من آلات الحرب عند هذا الرجل اليهودي؟

٢ - أنه يجب الحذر من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) لأنهم ما داموا ينقسمون إلى قسمين، فإننا لا ندري حين نعاملهم من أي القسمين هؤلاء، فيجب علينا الحذر لاسيما إذا تبيَّن لنا أنهم خونة، وأهل غدر، وأنهم لا يسعون لمصالحنا أبدًا كما هو الواقع، فإن الواقع في الوقت الحاضر أن اليهود والنصارى لا يسعون أبدًا لمصالح المسلمين، بل يسعون للإضرار بالمسلمين والإفساد عليهم، حتى إنهم إذا رأوا الدولة متجهة إلى الإسلام من دول المسلمين فإنهم يحاولون إسقاطها، والتضييق عليها من الناحية الاقتصادية، والعسكرية، والسياسية، وهذا شيء يعرفه كل من تدبر وتأمل في الحوادث اليوم. إذن يجب علينا أن نحذر غاية الحذر من اليهود والنصارى، وأن نعلم أن اليهود والنصارى كل واحد منهم وليٌّ للآخر، كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة: ٥١]، مهما طال الأمد فهم أولياء ضد عدو مشترك وهم المسلمون.

لكن أعمال الدولة لا ينبغي أن يؤتمنوا فيها، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: ١١٨]، ولهذا لما كتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: إن عندنا رجلًا نصرانيًا جيدًا في الكتابة والحساب أريد أن أجعله على بيت المال، قال: لا تجعله، كيف تأتمن من خوَّنه الله، فكتب إليه مرة ثانية وقال: يا أمير المؤمنين، إن الرجل جيد،

<<  <  ج: ص:  >  >>