{أُولَئِكَ} المشار إليهم الذين اشتروا بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلًا.
وقوله:{لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} أي: لا نصيب لهم في الآخرة كما قال تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}[البقرة: ٢٠٠]، أي من نصيب، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (٢٠١) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ} [البقرة: ٢٠١ - ٢٠٢]. قال:{أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ} في مقابل قوله: {لَا خَلَاقَ} فدلَّ ذلك على أن الخلاق هو النصيب.
{فِي الْآخِرَةِ} أي: في الدار الآخرة وذلك يوم القيامة، وسُمِّي يوم القيامة دارًا آخرة؛ لأنه آخر مراحل البشر بل الخلق، فالإنسان له مراحل في هذه الدنيا: في بطن الأم، وفي الدنيا، وفي البرزخ، وفي الآخرة.
أربعة دور. وفي الدار الأولى له حالان: حال حياة، وحال موت، فهو قبل أن تُنفخ فيه الروح ميت، وبعد أن تنفخ فيه الروح حي، وآخِرُ مرحلة هي الآخرة، إما إلى الجنة وإما إلى النار، ولهذا قال:{لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} وفي الدنيا يمكن أن يكون لهم خلاق، أي نصيب من هذا الثمن القليل الذي اشتروه، أرأيت لو حلف على دعوى مليون ريال لجاءه مليون ريال - هذا نصيب في الدنيا، لكنه والله بئس النصيب. كل الدنيا ليست بشيء.
لو ساوت الدنيا جناح بعوضةٍ ... لم يسق منها الرب ذا الكفرانِ
لكنها والله أحقر عنده ... من ذا الجناح القاصر الطيرانِ