يحلف على دعوي حقٍّ له وهو كاذب، وهذه هي اليمين الغموس التي قال عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يمين هو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان"(١). والعياذ بالله.
وقوله:"هو فيها فاجر" يعني كاذب، فهذا اشترى باليمين ثمنًا قليلًا.
مثال: اليمين في دعوى ما ليس له: أن يدّعي على شخص أن في ذمته له مائة ريال، فيقول الشخص: ليس في ذمتي شيء، فيقول القاضي للمدَّعي: هل لك بينِّة؟ فيقول المدعي: لا، فيقول القاضي للمنكِر: احلف. فيقول: لا أحلف. حلِّفه هو، وإذا حلف هو سأُعطيه. فيحلف المُدَّعي بأن في ذمة فلان له مائة ريال وهو يكذب.
فهذا اشترى باليمين ثمنًا قليلًا.
ومثال الحلف على إنكار ما يجب عليه، مثل أن يدعي على شخص بأن في ذمته له مائة درهم فينكر المُدَّعى عليه وهو يعلم أن في ذمته مائة درهم لفلان، ويحلف على أنه ليس في ذمته له شيء. فهذا حلف، على إنكار ما يجب عليه. فالقاضي في مثل هذه الحال يُبرئ المُدَّعى عليه وُيخلي سبيله؛ لأنه حلف، فكلا الرجلين اشترى بيمينه ثمنًا قليلًا.
قال تعالى:{أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ}.
(١) رواه البخاري، كتاب الخصومات، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، رقم (٢٤١٧). ورواه مسلم، كتاب الأيمان، باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة بالنار، رقم (١٣٨).