للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتجدهم يتكلمون بالعلم من صدورهم بدون نقل، ولهذا عباراتهم أحيانًا تخالف عبارات العلماء الآخرين، ومن أوضح ما يكون كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، تجد أنهما يتكلمان عن علم راسخ، وأمثالهما كثير.

٩ - أنه ينبغي للإنسان أن يحرص أن يكون راسخًا في العلم، لا جامعًا كثيرًا منه، لأن العبرة بالرسوخ في العلم، لأن الإنسان إذا كان عنده رسوخ في العلم صار عنده ملكة يستطيع أن يقرب العلم بعضه من بعض، ويقيس ما لم يُنَصَّ عليه على ما نُصَّ عليه، ويكون العلم لديه كالطبيعة الراسخة.

١٠ - أن الراسخين في العلم يعلمون أن الذي يكون من عند الله لا يكون فيه تناقض، لقوله: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}.

١١ - أن مقتضى الربوبية أن الله ينزل على عباده كتابًا لا يكون فيه اختلاف يوقعهم في الشك والاشتباه، لقوله: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} وما كان من عند الرب المعتني بعباده بربوبيته، فلن يكون فيه شيء يتناقض ويختلف.

١٢ - أنه لا يتذكر بهذا القرآن ولا بغيره إلا أصحاب العقول، لقوله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.

١٣ - أنه كلما ازداد الإنسان عقلًا ازداد تذكرًا بكلام الله عزّ وجل. وكلما نقص تذكره بالقرآن دلَّ على نقص عقله، لأنه إذا كان الله حصر التذكر بأولي الألباب، فإنه يقتضي انتفاء هذا التذكر عَمَّن ليس عنده لبٌّ.

١٤ - أن العقل غير الذكاء، لأننا نجد كثيرًا من الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>