للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الموجه للإمام موجه له ولمن كان مؤتمًا به. ولهذا لو وجه الضابط أمرًا إلى القائد لكان هذا الأمر للقائد، ولمن كان تبعًا له. فهنا يقول الله عزّ وجل: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ} فالخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمراد هو وأمته. بيان أن هذا هو المراد قوله تعالى في سورة البقرة: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: ١٣٦]. فقال: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ} والإيمان بالله يتضمن أمورًا: الأمر الأول: الإيمان بوجوده، الثاني: الإيمان بربوبيته، الثالث: الإيمان بألوهيته، الرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته. لكن الثلاثة الأخيرة لابد من توحيده بذلك أي توحيده بالربوبية، وبالألوهية، وبالأسماء والصفات. أما الوجود فشامل له ولغيره، وإن كان وجود الخالق يختلف عن وجود المخلوق. فمن لم يؤمن بوجود الله فهو ليس بمؤمن. ومن آمن بوجوده ولم يؤمن بربوبيته على وجه عام شامل، فهو لم يؤمن بالله. ومن آمن بالله وربوبيته ولكن لم يؤمن بالألوهية فليس بمؤمن. ومن آمن بذلك كله ولم يؤمن بأسمائه وصفاته فليس بمؤمن. لكن الأخير فيه تفصيل، قد يخرج من الإيمان بالكلية وقد لا يخرج.

{وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا}:

وهو القرآن الكريم، والسنة النبوية، كلاهما منزل. قال الله تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} [النساء: ١١٣] فيشمل القرآن والسنة.

{وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}:

وما أنزل على إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وهو أبو الأنبياء. والذي نعرف مما أنزل إليه الصحف كما ذكر الله ذلك في موضعين من القرآن؛ في سورة النجم، وسورة الأعلى،

<<  <  ج: ص:  >  >>