رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وابن الابن يسمى حفيدًا {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً}[النحل: ٧٢] أي أبناء ابن، وفي المراد بهم قولان:
القول الأول: أن المراد بالأسباط أولاد يعقوب وأنهم أنبياء.
القول الثاني: أن المراد بهم شعوب بني إسرائيل الذين فيهم الأنبياء، وعلى هذا فيكون في الآية على هذا المعنى، تقدير: أي وما أنزل على أنبياء الأسباط. ويؤيد القول الأول أنه لا يحتاج إلى تقدير؛ لأن الثاني يحتاج إلى تقدير، وتقديره أنبياء الأسباط. وإذا دار الكلام بين أن يكون ذا تقدير أو خاليًا منه حُمِل على الخالي منه لأنه الأصل، والأصل عدم التقدير. لكن يضعفه أن الأسباط هم أبناء البنات، وهنا لا يتناسب مع الآية؛ لأن أولاد يعقوب أحفادٌ لإسحاق أو أحفادٌ لإبراهيم وليسوا أسباطًا، والقرآن نزل باللغة العربية فيجب أن تحمل الكلمة في القرآن على المعنى اللغوي ما لم تكن حقيقة شرعية تمنع من حمله على المعنى اللغوي، فإذا وجد حقيقة شرعية تمنع من حمله على المعنى اللغوي اتبعنا الحقيقة الشرعية، كالصلاة مثلًا في اللغة: الدعاء، وفي الشرع: هي التعبد لله تعالى بذات الأقوال والأفعال المعلومة؛ المفتتحة بالتكبير، المختتمة بالتسليم.
يضعفه كذلك أنه لم يقم دليل على نبوة أولاد يعقوب إلا يوسف، ويوسف من الأنبياء لا شك، أما أولاده الآخرون الأحد عشر فإنه لم يقم دليلٌ على كل واحدٍ منهم بخصوصه أنه نبي، والنبوة وصف عظيم يحتاج إلى بينة ودليل وبرهان تدل على أن هذا الشخص متصف بها.