للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم يضعفه أمرٌ ثالث وهو فعل أبناء يعقوب بأخيهم يوسف، وما حصل منهم من الكذب حيث جاءوا على قميصه بدم كذب، وقالوا: {إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} [يوسف: ١٧]، ثم اتهامهم لأبيه: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} [يوسف: ١٧]، المهم أن هناك قرائن تدل على ضعف أن يكون المراد بالأسباط أولاد يعقوب، ويخرج منهم يوسف بدلالة الكتاب والسنة على أنه نبي.

إذن يترجح القول الثاني أن المراد بالأسباط الشعوب، يعني وما أنزل على الأسباط بواسطة أنبيائهم؛ لأن المنزل على أنبيائهم منزلٌ عليهم: {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [العنكبوت: ٤٦].

{وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى} العدول عن التعبير بالإنزال إلى الإيتاء.

فقال بعضهم: لأن ما أوتيه موسى وعيسى نوعان: وحي، وآيات كونية محسوسة بقي ذكرها إلى نزول القرآن الكريم، ومعلوم أن الوحي يُسمَّى إيتاءً؛ لقول الله تعالى: {وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [الإسراء: ٢] .. والآيات المؤيِّدة للرسالة هي أيضًا إيتاء. فقوله: {وَمَا أُوتِيَ مُوسَى} يشمل ما نزل من الوحي، وما حصل من الآيات، وذكر هذا لأن ذكر الآيات والعلم بها بقي إلى نزول القرآن الكريم.

{وَمَا أُوتِيَ مُوسَى}: وحي وآيات، أما الوحي فالتوراة التي هي أفضل كتاب بعد القرآن، وأشمل كتاب وأعم كتاب وأهدى كتاب بعد القرآن: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>