للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَهُ مُسْلِمُونَ}. ووجه التخصيص تقديم المتعلِّق على المتعلَّق. والمتعلِّق معمول للمتعلَّق، وتقديم المعمول يُفيد الحصر. إذن في قوله: {وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ} [البقرة: ١٣٩] فائدتان: إخلاص الإسلام لله، ووجوب الإسلام له.

١٢ - أن لا نستسلم لأحد استسلامًا يُخالف الاستسلام لله. ووجه الدلالة أن هذا هو فائدة الاختصاص؛ أن لا نستسلم لأحد إلا لله. فإذا جاءنا أمر من مخلوق يخالف أمر الله فإننا لا نستسلم له؛ لأننا لو استسلمنا له لم نكن أخلصنا الاستسلام لله عزّ وجل.

١٣ - أنه ينبغي للإنسان أن يشعر في كل حياته العملية -قولًا كان أو فعلًا أو تركًا- أنه مستسلم لله حتى يستفيد من العمل. عندما أتوضَّأ أشعر بأنني أُنفِّذ قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المائدة: ٦] هل أنت أيها المسلم تستشعر هذا؟ الله أعلم لكن يغيب عن كثير من الناس هذا الأمر، لا يشعر الإنسان حينما يتوضَّأ، ويغسل وجهه ويديه، ويمسح رأسه، ويغسل رجليه، أنه يمتثل لأمر الله أبدًا.

ولذلك ينبغي أن نستشعر في هذه الحال أمرين: امتثال أمر الله، واتِّباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يعني تشعر وأنت تغسل وجهك كأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمامك يغسل وجهه، لتكون متَّبعًا له، وكذلك نقول في الصلاة والزكاة والصيام والحج، وغيرها. المهم أن نستشعر أو نُشعر أنفسنا أننا نفعل ذلك امتثالًا لأمر الله، واتِّباعًا لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، حتى نحقِّق شرطي العبادة في كل عمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>