للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كل جانب، يأوون إليه من كل فج عميق، فيهتدي الضال منهم بالمهتدي، ويحصل به التعليم والأسوة الحسنة، وكذلك أيضًا هدى للعالمين؛ لأن الأمة الإسلامية كلها تهوي إليه، وتتجه إليه في كل يوم خمس مرات وجوبًا، يعني يجب أن نولي وجوهنا كل يوم خمس مرات على الأقل، ولهذا قال: {وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}.

ومن هدايته للعالمين: أن فيه إقامة الحج، وإقامة العمرة وذلك هدى؛ لأن الأمة تزداد إيمانًا وهدى بالحج والعمرة.

وقوله: {لِلْعَالَمِينَ} المراد بهم الإنس، فهو عام أريد به خاص، وليس المراد بهم من سوى الله. العالمين في بعض المواضع يراد بها من سوى الله، وفي بعض المواضع يراد بها الإنس فقط. وقد يراد بها الإنس والجن مثل قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: ١].

وسموا (عالمين) من العلامة؛ لأنهم علم على خالقهم، فإن هؤلاء البشر، بل وهذه المخلوقات كلها تدل على خالقها. ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.

{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ}:

{فِيهِ}: الضمير يعود على قوله: {لَلَّذِي بِبَكَّةَ} يعني على البيت الذي بمكة.

{آيَاتٌ}: أي علامات بينات واضحات. هذه الآيات البينات هي ما يشرع فيه من المناسك، والمواضع لهذه المناسك، وهي قائمة لم تزل من عهد إبراهيم إلى يومنا هذا، كلها آيات وعلامات. فعرفة هي عرفة، ومزدلفة هي مزدلفة، ومنى هي منى،

<<  <  ج: ص:  >  >>