أفضل من المسجد الحديث. فإذا كان حول الإنسان مسجدان الأول قديم، والآخر جديد، ولم يتميز أحدهما عن الآخر بفضيلة أخرى، فإن القديم أفضل من الجديد لسبقه من العبادة فيه.
٣ - الرد على بني إسرائيل وهو أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بعث من البلد الذي فيه أول مسجد وضع للناس، وأنبياء بني إسرائيل بعثوا في بيت المقدس. فيكون في هذا رد على اليهود الذين يقدسون بيت المقدس، وكذلك النصارى الذين يقدسونه، فقيل لهم: إن الكعبة التي بعث منها الرسول - صلى الله عليه وسلم - أفضل من بيت المقدس.
٤ - أن هذا البيت هدى للعالمين، يعني أن الناس يهتدون به بما يقيمونه من الشعائر، أو يهتدون به حيث يتوجهون إليه في صلواتهم.
٥ - فضيلة هذا البيت بكونه أول بيت وضع للناس.
٦ - أن الكعبة معظمة عند جميع الخلق؛ لأنه إذا كان أول بيت وضع للناس فسوف يعظمه الناس. ولهذا ذهب كثير من أهل العلم إلى أن القبلة هي الكعبة لليهود والنصارى والمسلمين وجميع أهل الأديان، كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. ولكن اليهود صاروا يتجهون إلى بيت المقدس، والنصارى صاروا يتجهون إلى المشرق، وهو من جملة ما حرفوه من دينهم، وإلا فالأصل أن الكعبة قبلة لجميع الناس.
٧ - أن الناس لابد لهم من بيت يجتمعون عليه، وتهوي قلوبهم إليه، ولهذا وضع الله لهم ما كان بمكة.
٨ - أن من أسماء مكة (بكة). ولها أسماء عديدة أكثر من هذا. ومن أراد الإطلاع عليها فليرجع إلى (الجامع اللطيف في