للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: {لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}. يعني لأي شيء وبأي حجة تصدون؟ أي تصرفون {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} أي عن دينه وشريعته، وسمي الدين سبيلًا لله لأنه موصل إليه, وأضيف إلى الله لوجهين:

الوجه الأول: أن الله هو الذي وضعه سبيلًا للخلق يمشون عليه.

الوجه الثاني: أنه موصل إلي الله, فمن سلك السبيل الذي وضعه الله للعباد فسيصل إلي الله عزّ وجل. فالمراد بسبيل الله دينه؛ لأنه الطريق الموصل إليه.

وقوله: {مَنْ آمَنَ}.

{مَنْ} مفعول تصدون, يعني تصرفون الذي آمن عن سبيل الله، وهذا شأن بني إسرائيل من اليهود والنصارى، يصدون عن سبيل الله من آمن. وإنما ذكر مَنْ آمن مع أنهم يصدون من آمن حتى يرتد عن إيمانه، ويصدون مَنْ لم يؤمن حتى لا يدخل في الإيمان؛ لأن صدَّ من آمن أشد عدوانًا من صدِّ من لم يؤمن؛ لأن من آمن يصدونه ليكون مرتدًا, ومن لم يؤمن يصدونه عن سبيل الله من أجل أن يبقي علي كفره. والبقاء على الكفر أهون من الردة كما هو ظاهر. وقوله: {مَنْ آمَنَ} يشمل الرجال والنساء، ولكن خطابات القرآن غالبها للرجال؛ لأن الرجل هو الأصل، وهو الأمير على المرأة: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: ٣٤].

{تَبْغُونَهَا عِوَجًا}:

{تَبْغُونَهَا} الجملة حال من الواو في قوله: {تَصُدُّونَ} , يعني حال كونكم تبغون سبيل الله، أي تطلبونها {عِوَجًا} أي

<<  <  ج: ص:  >  >>