للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجدهم يُركِّزون المرأة على أن تتدهور، وتتحرر من عبودية الله لتقع في عبودية الشيطان؛ لأنهم يعلمون أن أشد فتنة على الرجال هي المرأة، فيسعون بكل جهدهم على أن تختلط بالرجال، وتُشاركهم في الأعمال، ويلصق منكبها بمنكبه، وساقها بساقه، ويشم رائحتها، وتشم رائحته، وتصافحه، وربما تُعانقه؛ لأنهم يعلمون أن الإنسان إذا وصل إلى هذه الدرجة بقي حيوانيًا بهيميًّا ليس له أي غرض إلا أن يُشبع غريزته -والعياذ بالله- وحينئذٍ ينسى الدين وما وراء الدين، ويرجع بعد ذلك إلى الكفر.

لا يستطيعون أن يقولوا للمسلمين: اكفروا؛ لأنهم لو قالوا: اكفروا، ما كفروا بل لقالوا: نعم نكفر بالطاغوت، ونؤمن بالله، ونضرب هامك، لكنهم يأتون بهذه الأساليب التي توجب أن ينزلق الناس بالفسوق، والفسوق بريد الكفر.

ثانيًا: يلقون الأفكار الرديئة الإلحادية الكفرية بين المسلمين باسم (الناس أحرار - دعوا كل أحد يعتنق ما شاء - دعوا كل أحد يقول ما شاء - لا تستعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا)، وما أشبه ذلك من الكلمات الرنَّانة التي إذا سمعها الإنسان قال: هذا هو الدين، ثم تحلَّل الناس وصار كلٌّ يعمل على ما يُريد، ولكن ما هي الطريق التي يتوصَّلون بها إلى هذا؟ الطريق: أن يضربوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويجعلوا الناس لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر؛ لأنهم يعرفون أنه إذا أُمر بالمعروف قام المعروف، وإذا نهي عن المنكر غاب المنكر، فيحاولون أن يقلِّلوا ويُضعفوا هذه الناحية، حتى يبقى الناس لا آمر ولا ناهي، كلٌ يركب ما شاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>