للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - أن هؤلاء الفريق من أهل الكتاب لا يرضون منا بما دون الكفر، إلا أن يكون وسيلة إلى الكفر؛ لأنه الغاية، قال: {يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُافِرِين}.

وأساليب أهل الكتاب في إضلال المسلمين كثيرة جدًا ومتنوعة، منها: أن يفتحوا عليهم باب الشهوات. فإن باب الشهوات باب واسع، والضيّق من أبواب الشهوات يتَّسع بسرعة، ودليل ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" (١)، ولهذا هم -قبَّحهم الله، ولعنة الله على اليهود والنصارى جميعًا- يسعون جادين على أن يُعطوا المرأة ما يُسمَّى بالحرِّية، وهي في الحقيقة الرق وليست حرِّية؛ لأن المرأة -ومثلها الرجل- إذا خرجت عن حدود الله، خرجت من رقِّ الدين إلى رقِّ الشيطان، تخرج من رقِّ الدين وهو الرق الحقيقي؛ لأنه عبودية لله، إلى رقِّ الشيطان، وإذا خرجت إلى رقِّ الشيطان واسترقَّها الشيطان صارت عبدًا له، هلكت وأهلكت، قال ابن القيم رحمه الله:

هربوا من الرق الذي خلقوا له ... فبلوا برق النفس والشيطان

(هربوا من الرق الذي خُلقوا له): الرق الذي خُلقنا له هو عبادة الله عزّ وجل.

(وبُلوا): يعني ابتلاهم الله برقِّ النفس والشيطان، ولهذا


(١) رواه البخاري، كتاب النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة، رقم (٥٠٩٦). ورواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء، رقم (٢٧٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>