للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - إثبات أن القرآن الكريم آية من آيات الله؛ لقوله: {آيَاتُ اللَّهِ}. ويتفرع على هذه الفائدة أنه إذا كان آية من آيات الله، فإنه لا يمكن أن يأتي أحد بمثله، إذ إن الآية هي العلامة التي تعين معلومها، ولو أمكن أحد أن يأتي بمثل هذا القرآن ما كانت آيات الله.

٤ - أنه ربما نقول: إن القرآن آية شرعية، وكذلك يتضمن آيات كونية بما أودع الله فيه من الإشارات العظيمة إلى ما في الكون من الآيات، من أجل أن نجعل {آيَاتُ اللَّهِ} تشمل الشرعية وما دلت عليه هذه الشرعية من الآيات الكونية. وإلا فلا شك أن الذي يتلى هو الشرعية، لكنها قد تضمنت آيات كونية دلت عليها، مثل قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: ٣٨ - ٤٠]، ومثل قوله: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: ٨]، فإن هذه الآية آخر جملة فيها تشمل كل ما يمكن الركوب عليه إلى يوم القيامة، ومثل قوله: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: ٣٨] عند بعض العلماء، فإن قوله {بِجَنَاحَيْهِ} يخرج الذي يطير بالقوة مثل الطائرات الحديدية هذه فإنها ليست من الأمم التي هي أمثالنا.

٥ - الحث على الاعتصام بالله؛ لقوله: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ}.

٦ - بشارة من وفق للاعتصام بالله بأنه مهدي، وهذه فرد من

<<  <  ج: ص:  >  >>