للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفراد البشارات الكثيرة التي إذا تدبرها الإنسان حمد الله سبحانه وتعالى على نعمته أنه قد هداه وأنعم عليه.

٧ - أن دين الله عزّ وجل دين مستقيم؛ لقوله: {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} والمراد به صراط الله، وهو مستقيم في كل شيء، إن نظرت إلى الحقوق وجدته مستقيمًا فيها ليس فيه جور، فللَّه علينا حقوق، ولأنفسنا علينا حقوق، ولأهلنا علينا حقوق، ولزائرنا علينا حقوق، ولكل أحد حق على الآخر، قال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي الدرداء: "فأعط كل ذي حق حقه" (١). إذن هذا عدل، ليس فيه جنف، وهذا من استقامة هذا الدين. ولكن نبهنا فيما سبق على مسألة، وهي أن بعض الناس يقول: إن دين الإسلام دين المساواة، وبيّنا أن هذا خطأ، بل إن دين الإسلام هو دين العدل؛ لأن أكثر ما في القرآن نفي المساواة، لا إثبات المساواة، {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩] {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} [الأنعام: ٥٠] {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} [الرعد: ١٦] وآيات كثيرة فيها نفي الاستواء؛ لكنه العدل {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: ٩٠] وذكرنا أن هذه العبارة دخل فيها من قال إنه يسوي بين الرجل والمرأة، وبين العالم والجاهل، وبين كل إنسان وآخر، مع الاختلاف في الصفات، وتميز كل واحد عن الآخر بصفاته. وهذا لا شك أنه خطأ، ولا يأتي الإسلام به. الإسلام يأتي بالعدل "أن تعطي كل ذي حق حقَّه".


(١) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب صنع الطعام والتكلف للضيف، رقم (٦١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>