للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاشلون مهما كان ولا يمكن أن يسعدوا بظفرٍ أو نصرٍ ما دام هتافهم بالقومية وما أشبهه.

١٠ - منَّة الله سبحانه وتعالى على أهل الخطاب الذين خوطبوا بهذه الآيات حيث كانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها، يعني أن الله بعث فيهم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فاهتدوا به قبل أن يموتوا، وإذا كان هذا نعمة على هؤلاء فهو أيضًا نعمة على من بعدهم إلى يوم القيامة، فأكبر نعمة يُنعم الله بها على الإنسان أن ينقذه من النار.

١١ - أن الله سبحانه وتعالى خالق لعمل العبد، تؤخذ من قوله: {فَأَنْقَذَكُمْ} , لأن الله أنقذهم بعملهم فأضاف هذا الإنقاذ المبني على العمل إلى نفسه، وهو كذلك، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الله تعالى خالق العبد، وخالق عمل العبد، فالعبد ليس مستقلًا بل هو مخلوق في ذاته وفي إرادته وفي عمله: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: ٩٦]، أي وعملكم على قول، أو والذي تعملونه على قول آخر، وإذا خلق المعمول فهو خالق للعمل؛ لأن المعمول نتيجة العمل، فالآية دالة على أن الله خالق لأعمال العباد سواء جاءت "ما" مصدرية أو موصولة.

١٢ - إثبات العقوبة بالنار؛ لقوله: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ. . .} إلخ.

ومن فوائد قوله عزّ وجل: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}:

١ - أن الله عزّ وجل بيَّن لنا الآيات الكونية والشرعية، وجه هذا أن آيات جمع مضاف، والجمع المضاف يفيد العموم، وبيان آياته الكونية ظاهرة، الشمس والقمر والنجوم والجبال والبحار

<<  <  ج: ص:  >  >>