للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأنهار وغير ذلك، والشرعية كذلك ظاهرة لمن فتح الله عليه معرفة ما أنزل الله عزّ وجل على رسله، ثم إن بيان الآيات الكونية ليس مجرد أن تعرف أن هذه الآية لا يقدر على خلقها وتصريفها إلا الله فقط، لكن أن تستدل بالسنن الماضية على السنن الحاضرة مثلًا: إهلاك الله الأمم السابقة نستدل به على أن سنة الله في الخلق واحدة، فالذي أهلك الأمم السابقة بذنوبهم يهلك بعض هذه الأمة أيضًا بذنوبهم كما قال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} [محمد: ١٠].

٢ - الرد على أهل البدع الذين حرَّفوا نصوص الكتاب والسنة إلى معان لا يدل عليها ظاهرها، ووجه ذلك أننا إذا قلنا: إن المراد بهذه الآيات والأحاديث خلاف الظاهر بدون بيان من الله ورسوله صارت هذه الآيات مبهمة. مثلًا: إذا قالوا: المراد باستواء الله على عرشه استيلاؤه عليه بدون بيان من الله ورسوله نقول: كون الله يعبر باستوى على العرش بدل استولى إيهام. وإذا قالوا: المراد باليد النعمة والقوة قلنا: سبحان الله كيف يعبر الله باليد عن النعمة والقوة وهو يريد النعمة والقوة بدون بيان، ما هذا إلا إيهام. فالمهم أنه على طريقة ومنهاج أهل البدع وغيرهم أيضًا ممن يحرفون الكلم عن مواضعه بدون بيان من الله ورسوله يكون القرآن ليس هدىً ولا بيانًا للناس وكذلك السنة، وهو خلاف هذه الآية وغيرها.

٣ - محبة الله عزّ وجل لهداية الخلق لأنه يبيِّن ليهتدي الناس، إذن فهو يحب من العباد أن يهتدوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>