للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبرزها، خير أمة أخرجت ولم يقل خلقت؛ لأن هذه الأمة من وصفها الخروج والبروز، فخير أمة ظهرت وبرزت هي هذه الأمة، هناك أمم أخرجت للناس وظهرت وبانت لكنها لم تحصل لها الخيرية التي كانت لهذه الأمة.

ثم بيَّن الله تعالى وجه هذه الخيرية بقوله: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}:

{تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} سبق معنى الأمر بالمعروف ومعنى المعروف ومعنى النهي ومعنى المنكر في قوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر} [آل عمران: ١٠٤].

وقوله: {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} هذا يشمل الإيمان بكل ما أمر الله الإيمان به، وتشمل أيضًا تطبيق كل ما أمر الله به فعلًا وكل ما نهى الله عنه تركا؛ لأن من مقتضى الإيمان بالله أن تؤمن بما أخبر به؛ وعلى هذا فيكون جميع ما أخبر الله به من أمور الغيب داخلًا في الإيمان بالله، ومن تحقيق الإيمان بالله أن تذعن له وتقبل حكمه، وهذا يشمل جميع الإِسلام، جميع الأعمال الصالحة، ولذلك كان من مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وتأمل كيف أخر الإيمان بالله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن شأن الأمة أن تكون قاهرة غالبة آمرة ناهية، فقدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله، وإن كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدون الإيمان بالله لا ينفع، ولكن لما كانت الأمة بمظهرها، كان عنوان قوتها أن تكون آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر.

يقول الله عزّ وجل: {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} الإيمان بالله: دائمًا

<<  <  ج: ص:  >  >>