للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بصلًا أو ثومًا فإنك تتأذى برائحته ولكن هل يضرك؟ لا يضرك، وهذا القول أصح وهو أن الاستثناء منقطع، وهو وإن كان خلاف الأصل لكنه أعلى في البلاغة، لن يضروكم ولكن الأذى ستصبرون عليه والأذى ليس بضرر.

فإن قال قائل: هل هذه الآيةُ محكمةٌ عامة إلى يوم القيامة أو هي منسوخة خاصة بما كان قبل النصر؟ .

فالجواب: الأول.

فإن قال قائل: يرد على دعواكم أن المراد الأول أن اليهود يعملون بنا اليوم ما هو من أشد الأضرار، ومعلوم أن خبر الله تعالى لا يخلف؟ .

فالجواب أن نقول: الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، ومن كان على مثل ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فلن يضره اليهود ولا النصارى، أما من يعتقد أن الدين الإِسلامي دينَ رجعية وتخلف ويُبدله بغيره من القوانين الرجعية الوضعية فهؤلاء لا يكتب لهم النصر، ويضرونهم بالأذى القولي والفعلي والاقتصادي وفي كل شيء، وإلا فإن كلام الله تعالى لا يخلف أبدًا. فقوم يقاتلون قتالًا جاهليًا مبنيًا على القومية المتمزقة وعلى أسس باطلة مضادة لدين الله فهؤلاء لا يستحقون النصر، ولذلك كانت اليهود الآن يفعلون الأفاعيل بنا، من يقدرون على الفعل ببدنه فعلوا، ومن لا يقدرون فإنهم يفعلون به ما يفعلون من المضار الاقتصادية


= (٤٨٢٦). ورواه مسلم، كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها، باب النهي عن سب الدهر، رقم (٢٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>